الخميس، 21 أغسطس 2008

كلمات غيرت التاريخ

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ساضع بين يديكم اجمل
الكلمات التى غيرت التاريخ
وارجو ان اعجبتكم لاتبخلوا على
كل من تعرفوة بارسالها له
فربما تكون سببا فى تغير حياتة الى
الافضل وتكون انت او انتى السبب
====================
اولا : اجمل ماقاله الامام علي رضى الله عنه
=========================
ثانيا : كلمات اثرت فى نفسى-- الجزء الاول
=======================
ثالثا : كلمات اثرت فى نفسى -الجزء الثانى
======================
مع تحيات مجموعة كيف تحفظ القران
==============================
انتظروا منا المزيد
اللهم من ساعد فى نشر هذه الكلمات
البسة من حلل الجنةوبارك لة فى والدية
وانعم علية بالصحة والعافية
وادخلة الجنة من كل ابوابها
وارضى عنه وارضة
واسعدة واسترة فى الدنيا والاخرة
امين

الاثنين، 18 أغسطس 2008

مواقع وبرامج مفيدة - الجزء الثانى

1-- برنامج حفظ القرآن خلال تسعين يوماً
2--موقع للقرآن الكريم في قمة الجمال والروعة ... أرجوا التثبيت ...
3--استمع لشيخ المفضل (موقع مميز جدا)
4--مصحف الصديق الالكتروني - مصحف رائع ذو مميزات جميلة
مع تحيات مجموعة كيف تحفظ القران
http://groups.google.com/group/hefzquran?hl=ar
top_secret54@yahoo.com
انتظروا منا المزيد
اللهم من ساعد فى نشر هذه البرامج
البسة من حلل الجنة
وبارك لة فى والدية
وانعم علية بالصحة والعافية
وادخلة الجنة من كل ابوابها
وارضى عنه وارضة
واسعدة واسترة فى الدنيا والاخرة
امين

الأحد، 17 أغسطس 2008

برامج مفيدة رائعة - الجزء الاول

1-- برنامج إعراب القرآن الكريم بحجم خيالي
2--والله روعة جدا -ارجو التثبيت
3--برنامج (القرآن الكريم ) الرائع والخيالي
وأجمل هدية لكم أحبائي .. أرجوا التثبيت ...
4---برنامج صوت القرآن 250 قارئ \ جاهز للتحميل‏
مع تحيات مجموعة كيف تحفظ القران
انتظروا منا المزيد
اللهم من ساعد فى نشر هذه البرامج
البسة من حلل الجنة
وبارك لة فى والدية
وانعم علية بالصحة والعافية
وادخلة الجنة من كل ابوابها
وارضى عنه وارضة
واسعدة واسترة فى الدنيا والاخرة
امين

الأحد، 10 أغسطس 2008

ماذا تفعل بعد الاشتراك فى المجموعة

اولا :
ان كنت ترغب فى حفظ كتاب الله اضغط على هذا الرابط
وابحث عن المحفظ او المحفظة الموجودين فى بلدك ومنطقتك
ثانيا :
ستصلك يوميا رسائل دينية مفيدةعلى ايميلك نرجو منك ارسالها لاصدقائك حتى يستفادوا منها

ثالثا :
نرجو منك ان تشارك معنا بكتاباتك فى المجموعة بان تنشر موضوع
دينى قراتة وعجبك او مقالة دينيةاو برنامج دينى او موقع دينى اعجبك
عن طريق وضع صفحة جديدة بالضغط هنا وكتابة مقالك
ثم الضغط على نشر الرسالة

رابعا :
تحاول ان تنشر هذه المجموعة بين اصدقائك على الماسينجر
وفى المنتديات وعلى الفيس بوك وفى غرف الشات وهذا رابط المجموعة

خامسا :
ارسال مقترحاتك وارائك لتطوير المجموعة
او تغير اشياء فيها وان تضع هذه المقترحات هنا
http://groups.google.com/group/hefzquran/post?hl=ar
ثم تضغط على نشر الرسالة

سادسا :
ان رغبت على مشاهدة المجموعة على الفيس بوك
والتواصل مع اعضائه قم بزيارة موقع المجموعة على الفيس بوك
سابعا:
اى استفسار او سؤال ارجو التواصل عبر الاييميل او الماسينجر

طريقة الاشتراك فى المجموعة

انظر على يسار أو اسفل هذه الصفحة
ستجد عنوان مجموعات جوجل وتجد تحتة
اشتراك فى مجموعة كيف تحفظ القران
ضع ايميلك بالكامل فى المربع الفارغ
واضغط اشتراك
ستصلك رسالة على بريدك الاليكترونى اذهب وافتحها
واضغط على رابط تأكيد الاشتراك
تكون الان مشترك فى المجموعة
لقراءة الصفحة الاولى من المجموعة اضغط هنا
لقراة موضوعات المجموعة اضغط هنا
للمشاركة بموضوع او رأى اضغط هنا
لمشاهدة الملفات الموجودة بالمجموعة اضغط هنا

اهداف المجموعة

اهداف المجموعة :


الأربعاء، 25 يونيو 2008

1--كيف نفهم القرآن الكريم؟


عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: ففي هذه المحاضرة زيادة بيان وتفصيل لنقطة من نقاط موضوع (أفلا يتدبرون القرآن)، فقد ذكرنا كيفية التدبر ووسائله، لكنه كان مجملاً بحسب الحاجة إليه هناك، ولأهميته كان لا بد من إفراده بمحاضرة مستقلة. وليس المقصود من المحاضرة ذكر قواعد تفصيلية لكيفية التفسير ومعرفة المعاني، فنحن لا نريد في هذه المحاضرة أن نجعلكم مفسرين، وإنما المقصود ذكر بعض الأمور التي تعين على الفهم، حتى تكون القراءة مرتبطة دائمًا بالتدبر والفهم، وإزالة الحاجز الذي يحول بين بعض الناس والتدبر الصحيح للقرآن الكريم، وبيان الوسائل الصحيحة التي يسير عليها المسلم لفهم القرآن فهمًا صحيحًا، يحميه من القول على الله بغير علم.

1- لماذا الحديث عن فهم القرآن؟

الحديث عن فهم القرآن هو أهم حديث ينبغي الحرص عليه لعدد من الأمور:

أولاً: القرآن هو أصل الأصول كلها، وقاعدة أساسات الدين، وبه صلاح أمور الدين والدنيا والآخرة، وهو إنما نزل ليعمل به، ولا يمكن أن يعمل الإنسان بشيء لا يفهمه، ومثَلُ من يقرأ القرآن ولا يفهمه، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم يأمرهم فيه وينهاهم، ويدلهم على ما ينفعهم، ويحذرهم مغبة سلوك طريق معين لأن عدوهم فيه يتربص بهم، فعظموا الكتاب ورفعوه فوق رؤوسهم، وصاروا يتغنون بقراءة ما فيه، لكنهم سلكوا الطريق الذي نهاهم عنه فخرج عليهم العدو فقتلهم.

ثانيًا: عدم فهم القرآن معناه زوال العلم وارتفاعه، فعن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ، حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ)) فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟! فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟!)) قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟! فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ؛ الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعً(1).

فزوال العلم يكون بعدم وجود من يقوم به، ويفهمه حق فهمه، وهو ذهاب أوعيته، ويكون بعدم العمل به، فمن لم يعمل بما علم فلا فائدة في علمه، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن العلم يرتفع من الناس مع أن أصله موجود، لكن لما لم يستفد الناس منه، ويفهموه حق فهمه كان وجوده وعدمه سواء.

ثالثًا: الأجر العظيم والثواب الجزيل في فهم القرآن وتدبره، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: ((أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ الْعَقِيقِ، فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ بِغَيْرِ إِثْمٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟)) قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ مِثْلُ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ))(2).

وإذا كان تعلم العلم هو أفضل الأعمال وأحبها، وأشرفها وأرفعها، فأعلى درجات العلم هو معرفة كلام الله وفهمه؛ لأن شرف العلم من شرف المعلوم، وكتاب الله أشرف شيء في الوجود، فتعلمه أشرف شيء وأرفعه.

رابعًا: فهم القرآن حق فهمه سبب لوجود الألفة، واجتماع القلوب، وزوال الخلاف المذموم، الذي ينشأ عنه الافتراق والاقتتال، وعدم فهمه سبب لوجود الخلاف والشقاق؛ عن إبراهيم التيمي قال: خلا عمر ذات يوم، فجعل يحدث نفسه؛ كيف تحتلف هذه الأمة، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة؟ فأرسل إلى ابن عباس، فقال: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد، وقبلتها واحدة، فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين إنا أنزل علينا القرآن فقرآناه، وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا..(3)

خامسًا: إن من أعرض عن تعلم القرآن وفهمه، فقد يبتليه الله تعالى بالانشغال عنه والانصراف إلى غيره؛ فإن الله أخبر في كتابه أن من جاءه العلم ثم أعرض عنه وهجره فإنه يورثه جهلاً ويصرف قلبه عن فهم العلم والتعلق به، قال تعالى عن اليهود: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، واتبعوا ما تتلوا الشيطان على ملك سليمان} فهؤلاء اليهود لما جاءهم كتاب الله على لسان رسول الله الذي يعرفون وصفه ونعته كما يعرفون أبناءهم، فتركوه وأعرضوا عنه، ابتلاهم الله جل وعلا باتباع أرذل الكتب وأكذبها وأضرها وهو ما تتلوه الشيطان على ملك سليمان(4)، وقال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10)} [سورة الروم 30/10]، فالله عاقبهم لما فعلوا الأمور السيئة، وارتكبوا الأحوال الشنيعة بالتكذيب والاستهزاء، ولو أنهم أصلحوا واستجابوا لجعل الله في قلوبهم التصديق والاتباع. وقد ذكرنا في محاضرة (أفلا يتدبرون القرآن) أن الاهتمام بالفهم لا يعني إهمال الحفظ، وتحسين القراءة، وضبط التجويد، بل هذه الأمور عليها ثواب جزيل، لكنها جمعيًا وسيلة لفهم القرآن

2- تيسير القرآن للعباد..

يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنمُّدَّكِرٍ (17)} [سورة القمر 54/17]، فهذا القرآن العظيم قد سهل الله ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم؛ لأنه أحسن الكلام لفظًا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرًا، فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهله عليه، والذكر شامل لكل ما يتذكر به العالمون من الحلال والحرام، وأحكام الأمر والنهي، وأحكام الجزاء والمواعظ والعبر، والعقائد النافعة، والأخبار الصادقة، ولهذا كان علم القرآن حفظًا وتفسيرًا أسهل العلوم وأجلها، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه، قال بعض السلف عند هذه الآية: هل من طالب علم فيعان عليه(5)؟ ويقول الله جل وعلا: {فإنما يسرناه بلسانك لعلم يتذكرون}، ويقول سبحانه: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97)} [سورة مريم 19/97]. فهذه نعمة عظيمة؛ فهل من مدكر؟ هل من متعظ؟ هل من مقبل على كلام الله يفهمه ويتعلمه؟ والله يعينه ويوفقه ويسدده..

تابع الحديث 3- هل فهم القرآن وتدبره مقتصر على العلماء؟

لم لا تنال الشرف و الرفعة ؟!

محمد السويلم
نعم لم لا تنال الشرف و الرفعة ؟! بل و العز في الدنيا .. و المكانة العالية في الجنة.. لِمَ لا تحرص على حفظ كتاب الله ؟!! لِمَ لا تسعى إلى إتقانه و ضبطه ؟!! لِمَ تتكاسل و تتقاعس عنه ؟! ألهذا الحد بلغ منك الكسل و الدعة إلى تركه و الزهد عنه ؟ّ! الله أكبر .. ألم تحلم ولو يوماًُ في أن تكون من حملة هذا الكتاب العظيم ؟!! كم لك من الأجور .. وكم لك من الثواب .. بل وكم و كم من الحسنات تكسبها بمجرد أن تحفظ هذا الكتاب الكريم لعلي أذكر لك بعضاً من فضائله و شيئاً مما يُعطاه حامله..
أولاً / رفع الدرجات في الجنة: عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (يقال لصاحب القرآن قرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)"رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني" وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران)"متفق عليه"
ثانياً/ الفوز بالشفاعة: فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)"رواه مسلم"
ثالثاً/ القرب من الله : فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن لله أهلين من الناس). فقيل: من أهل الله منهم؟ قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)"رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني"
رابعاً/ الفوز برضى الله تبارك وتعالى : فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: ياربِّ حلّه، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: ياربِّ زده. فيلبس حُلة الكرامة. ثم يقول: ياربِّ ارض عنه. فيرضى عنه. فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكلِّ آية حسنة)"رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني"
إذن فسابق أخي .. واجتهد .. و خذ الأمر بعزيمة لا تقبل الركون و الدعة وهيا فلتبدأ بصدق نية و إخلاص لله عز و جل.. وبعد هذه الكلمات اليسيرة ..
إسأل نفسك.. لم لا أكون من حفاظ كتاب الله ؟



الثلاثاء، 24 يونيو 2008

أحاديث في الحث على تدبر القرآن الكريم وفهمه وحفظه

أشرف الأمة حملة القرآن

عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل" قال العلامة المناوي رحمه الله تعالى : حملة القرآن هم حفاظه الحاملون له في صدورهم ، العالمون تلاوته العاملون بمقتضاه ، وأصحاب الليل هم الذين يحيونه بأنواع العبادة .

إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط "

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم .

أهل القرآن هم أهل الله تعالى وخاصته

عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله أهلين من الناس " قالوا : من هم يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "

البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن قليل الخير كثير الشر

عن أنس وجابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم ، فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله "

التحذير من الإعراض عن القرآن وتعريضه للنسيان

عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب " وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر فيها ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها "

القارئ لا يزال يترقى في المنازل يوم القيامة

عن بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عدد درج الجنة عدد آي القرآن ، فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن لم يكن فوقه أحد "

القارئ لا يهوله الفزع الأكبر يوم القيامة

عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب ، وهم على كثب من المسك حتى يُفرغ من حساب الخلائق : رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى وأمّ قوماً وهم به راضون ، وداع ٍ – أي مؤذن – يدعو إلى الصلوات ابتغاء وجه الله ، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه "

القرآن مأدبة الله تعالى فمن دخله فهو آمن

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اقرأوا القرآن ، فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن ، إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فمن دخل فيه فهو آمن ، ومن أحب القرآن فليبشر " وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فاقبلوا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا يعوج فيقوّم ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، أتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ، إني لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف "

الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق : له أجران "

تلاوة القرآن الكريم أفضل العبادات

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن " وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن "

تلاوة القرآن الكريم تنفع القارئ ووالديه

عن سهل بن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيه ، فما ظنكم بالذي عمل به ؟ "

تلاوة القرآن الكريم جلاء للقلوب

عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء " قيل يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : " كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن "

تلاوة القرآن الكريم في الليل

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يحبهم الله عز وجل : رجل قام من الليل يتلو كتاب الله ، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها عن شماله ، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو "

تلاوة القرآن تطيب القارئ

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر "

شفاعة القرآن الكريم لقارئه

عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " القرآن شافع مشفع ، وماحلٌ مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار " وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر الله له ، وهي { تبارك الذي بيده الملك } " وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : رب إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان "

قارىء القرآن يحدث ربه تعالى ويناجيه

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه فليقرأ القرآن "

من أحب ا لقرآن فقد أحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يحبه الله ورسوله فلينظر : فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله "

البيت الذي يقرآ فيه القرآن تحضره الملائكة ويتسع على أهله

روى الإمام محمد بن نصر المروزي بإسناده عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً : " إن البيت إذا قرئ فيه القرآن حضرته الملائكة وتنكبت - أي تباعدت- عنه الشياطين ، واتسع على أهله وكثر خيره وقل شره ، وأن البيت إذا لم يقرا فيه القران حضرته الشياطين ، وتنكبت عنه الملائكة ، وضاق على أهله ، وقل خيره وكثر شره " . وروى الدارقطني في الأفراد عن أنس وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أكثروا من تلاوة القران في بيوتكم , فإن البيت الذي لايقرأ فيه القران يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله " .

قراءة القرآن فيها الخير الكثير

روى الإمام مسلم عن عقبه بن عامر رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفه فقال : " أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق ويأتي بناقتين كوماوين _أي عظيمتي السنام _ من غير إثم ولا قطيعه رحم ؟ " أي من طريق سهل حلال . قلنا : يارسول الله كلنا يحب ذلك . فقال: " أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله تعالى فهو خير له من ناقتين , وثلاث خير من ثلاث , وأربع خير له من أربع , ومن أعدادهن من الإبل " .

فضل القراءة في الصلاة على غيرها

رُوي عن عائشه رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة ، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير، والتسبيح أفضل من الصدقة – أي النافلة – والصدقة أفضل من الصوم – أي النفل – والصوم جُنة من النار " .

الله تعالى يحب من يتلو كتابه في الليل

روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثه يحبهم الله عز وجل : رجل قام من الليل يتلو كتاب الله , ورجل تصدق صدقه بيمينه يخفيها عن شماله , ورجل كان في سريه فانهزم أصحابه فاستقبل العدو " .

كرامة حامل القرآن الكريم

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكرموا حملة القرآن , فمن أكرمهم فقد أكرمني , ومن أكرمني فقد أكرم الله تعالى ، ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم فإنهم من الله بمكانة

أخلاقُ أهـل القرآن

الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين . .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد
قال الله تعالى : " إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا " سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خلقه القرآن ) .
قـال بشر بن الحارث : سمعت عيسى بن يونس ( ت 187 هـ ) يقول : إذا ختـمَ العبدُ قبّـل الملَك بين عينيـه ، فينبغي له أن يـجعلَ القرآن ربيعـاً لقلبه ، يَعْمُـرُ ماخرِبَ من قلبِـهِ ، يتـأدبُ بـآدابِ القرآن ،ويتخلّـقُ بأخلاقٍ شريفةٍ يتميّـز بـها عن سائرِ النّاس ممن لايقرأ القرآن .
فـأول ماينبغـي له أن يستعملَ تقوى الله في السّـرّ والعلانية : باستعمال الورع في مطعمـه ومشربه ومكسبـه ، وأن يكونَ بصيـراً بزمانه وفساد أهلـه ، فهو يـحذرهـم على دينـه ؛ مقبلاً على شـأنه ، مهموماً بـإصلاح مافسد من أمره ، حافظـاً للسانـه ، مميِّـزاً لكلامه ؛ إن تـكلّم تكـلّم بعـلم إذا رأى الكلامَ صواباً ، وإن سكت سكت بعلـم إذا كان السكوت صـواباً ، قليـلَ الـخوض فيمـا لايعنيـه : يـخاف من لسانه أشدّ ممـا يـخاف من عدوّه ، يـحبس لسانـه كـحبسه لعدوّه ، ليـأمن شـرّه وسوءَ عاقبتِـه ؛ قليلَ الضّـحك فيما يضـحك منه النّـاس لسـوء عاقبـة الضّـحك ، إن سُـرَّ بشـيءٍ مما يوافقُ الـحقَّ تبسَّـم ، يـكره الـمزاح خوفـاً من اللعب ، فـإن مـزح قال حقـاً ، باسطَ الـوجه ، طيّـب الكلام ، لايـمدحُ نفسه بـما فيه ، فكيف بـما ليس فيـه ، يـحذر من نفسه أن تـغلبـه على ما تهوى مما يُسـخط مولاه ، ولايغتـابُ أحداً ولايحقر أحداً ، ولايشمـت بـمصيبة ، ولايبغي على أحـد ، ولايـحسده ، ولايسـيءُ الظـنّ بـأحدٍ إلا بـمن يستحق ؛ وأن يكون حافظـاً لـجميع جوارحـه عمّـا نُهـي عنه ، يـجتهد ليسـلمَ النّـاسُ من لسانه ويده ، لايظلم وإن ظُلـم عفـا ، لايبغي على أحد ، وإن بُغـي عليه صبـر ، يكظم غيظـه ليرضـي ربّـه ، ويغيظَ عدوّه .
وأن يكون متواضعاً في نفسه ، إذا قيـل له الـحق قَبِـله من صغيـرٍ أو كبير ، يطلب الرفعـة من الله تعالى لامن الـمخلوقين . وينبغي أن لايتـأكلَ بـالقرآن ولايـحبّ أن تُقضى له به الـحوائج ، ولايسعى بـه إلى أبناء الـملوك ، ولايـجالس الأغنياء ليكرموه ، إن وُسِّـع عليـه وسَّـع ، وإن أمسِـك عليه أمسَك .
وأن يُـلزم نفسه بِـرَّ والديه : فيخفضُ لهما جناحـه ، ويخفصُ لصوتهما صوتـه ، ويبذل لهما ماله ، ويشكر لهما عند الكبـر . وأن يـصلَ الرحم ويكره القطيعـة ، مَن قطعه لـم يقطعـه ، ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه ، مَن صحِبـه نفعـه ، وأن يكون حسن الـمجالسة لمن جالس ، إن علّـم غيره رفق بـه ، لايعنّف من أخطأ ولايـخجله ، وهو رفيقٌ في أموره ، صبورٌ على تعليـم الخير ، يـأنس بـه المتعلـم ، ويفرح به المـجالس ، مـجالسته تفيد خيـراً .
عن عبد الله بن عمـر – رضي الله عنهما - : " كنّا صدرَ هذه الأمّـة ، وكان الرجـل من خيـار أصـحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مامعـه إلا السّـورة من القرآن أو شبـه ذلك ؛ وكان القرآن ثقيـلاً عليهم ، ورُزقوا العمـل بـه . وإنّ آخـر هذه الأمّـة يُخفّف عليهم القرآن حتّى يقـرأ الصّبـيّ والأعجمـيّ ، فلايعملون بـه " .
وعـن مجاهد – رضي الله عنه _ في قـوله تعـالى " يتلونـه حـقّ تلاوتـه " : " يعملون بـه حـقَّ عملـه " .
وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : " ينبغـي لـحامل القرآن أن يُعرف بليلـه إذا النـاسُ نـائمون ، وبنـهاره إذا النـاسُ مُفطرون ، وبـورعه إذا النـاس يـخلطون ، وبتواضعـه إذا النـاسُ يـختالون ، وبـحزنه إذا النـاسُ يفرحون ، وببكائـه إذا النـاسُ يضحكون ، وبصـمته إذا النـاسُ يـخوضون " .
وعن الفضيل بن عيـاض – رحمه الله تعالى - : " حـامل القرآن حـامل رايةِ الإسلام .. لايينبغي لـه أن يلغـو مع مـن يـلغو ، ولايسهـو مع مـن يسهـو ، ولايلهـو مع مَن يلهـو "
جعلنا الله تعالى ممن يتأدب بآداب القرآن ، ويتخلق بأخلاقه ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مجالس القرآن

بقلم أخوكم أحمد علاء
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده رواه الترمذي .
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا .
و روىابن أبي داود أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا .
و عن أبي هريرة عن النبي قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألوك قال وماذا يسألوني قال يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيرونني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأواناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أختي في الله .. أخي في الله يهدف هذا الموضوع إلى البدء في مشروع إحياء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عن طريق مجالس القرآن ، برجاء الاطلاع فيما يلي على أهداف المشروع و الخطوات العملية لتنفيذه بناء على خبرات عملية ، و أرجو أن نتواصل و نتواصى من خلال المدونة لتبادل الخبرات و النصائح ، و لنتعاهد على البدء في نهضة المسلمين بتدارس دستورنا من الآن . فهل من مشمر ؟
==================================
أهداف المشروع :
==================================
(1) الخروج من إثم هجر القرآن قال تعالى : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) } - سورة الفرقان و هجر القرآن يكون بهجر تلاوته ، أو هجر تدبره ، أو هجر مدارسته و تعليمه ، أو هجر العمل به .
(2) المساهمة في تغيير واقع الأمة قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } - سورة الرعد (12) فالله يخاطب الأمة و لا يخاطب أفرادا ، و حركة التغيير المنشودة يقودها الله عز و جل عندما تحدث حركة مجتمعية و ليست حركة فردية ، فإذا تحرك المجتمع كله نحو مدارسة كتاب الله عز و جل و تعليمه و العمل به ، ظهرت مساندة الله للأمة .
(3) مقاومة موجات التغريب و محاولات مسخ هوية الأمة تلك الموجات التي نراها تقتحم البيوت من خلال الفضائيات و الإنترنت و الصحف و المجلات و التي تخاطب الشهوات و تحرك الغرائز . تأتي مجالس القرآن لتمنح روادها مناعة ، و تملأ القلوب إيمانا و العقول فهما و الأسرة ترابطا . فهذه الموجات تهدف إلى إيجاد نسخ مكررة بين الشباب ، تكون فيها الشهوات هي محور الاهتمام فيتآكل انتماؤها للأسرة و للوطن و الدين فيسهل احتلالها و السيطرة عليها بلا حروب .
(4) تنظيم و توظيف الطاقات قيام أفراد الجلسة القرآنية بالتفكير و تنفيذ بعض المشروعات الدعوية الهادفة في نطاق العائلة أو الحي ، و توظيف طاقات أفرادها في أعمال نافعة مثل كفالة الأيتام أو مساعدة أصحاب الحاجات مثل مشروع صندوق العائلة لإعانة المحتاجين .
(5) أجر عظيم عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ فالذي يدعو إلى هذا المشروع و يقنع عائلته أو جيرانه أو زملاءه به سيكون له مثل مجموع الحسنات التي يحصلوا عليها من مثل هذه الجلسات المباركة .
(6) ميراث الأجيال عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: {فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم } مُتَّفَقٌ عَلَيهِ و لا يخفى على لبيب أن في استمرار مثل هذه الجلسات فرصة طيبة لهداية من يحضرها ، و كل من تتحقق له الهداية بسبب هذه الجلسات سيكون كل خير يتسبب فيه و كل هداية يتسبب فيها في ميزان حسنات من دعا إلى هذه الجلسات ، و بذلك يظل كتاب حسناته مفتوحا إلى يوم القيامة حتى بعد مماته . فنشر العلم من أسباب الصدقة الجارية ، لا سيما إذا تحولت هذه الجلسات القرآنية إلى ميراث تتوارثه الأجيال . و تالله هذا هو خير ما نترك لأبنائنا و أحفادنا . خبرة شخصية: تم تجربة هذه الجلسات في عائلتنا لمدة ثلاث سنوات و قد كانت النتائج مبهرة، فلقد كانت نسبة التزام من حضروا هذه الجلسات 100% ، و أقلع بعض من كان يمارس التدخين عن هذه العادة السيئة و التزمت البنات بالحجاب و هذا من فضل الله .
==================================
الخطوات العملية لتنفيذ المشروع :
==================================
(1) يقوم الداعي لمجلس القرآن بترغيب مجموعة من محبي الخير في العائلة في عقد مجلس للقرآن مرة أسبوعيا و يذكر لهم المميزات و الأهداف . و يستحسن أن تكون هذه الدعوة بطريقة الاتصال الفردي أولا حتى يتكون رأي عام مشجع للفكرة عملا بالنصيحة القرآنية : {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُو } - سورة سبأ (46)
(2) تحديد الموعد و المكان المناسب لعقد هذا المجلس و قد يحسن أن ينتقل أفراد العائلة في كل مرة إلى بيت من البيوت .
(3) برنامج المجلس : نقترح عدة صور :
أ - إذا كان الداعي إلى المجلس أو أحد أفراد العائلة يجيد تفسير القرآن ، فيختار مجموعة من الآيات في كل مرة يقرأها على الحضور ثم يفسرها لهم ، مع تلقي أسئلتهم و الإجابة عليها . و يمكن أن يدرب الحاضرين على تدبر القرآن بأن يذكر تفسير المفردات و يطلب منهم إلقاء خواطرهم حول الآيات كلما أمكن .
ب - إذا لم يوجد بين أعضاء المجلس عالم بالتفسير ، فيمكن عرض تفسير مجموعة من الآيات لأحد علماء المسلمين عن طريق الكاسيت أو Computer CD ، ثم إجراء مناقشة حول بعض المعاني ، و حبذا لو كان هناك تكليفات عملية ليتحقق الغرض من المدارسة في تغيير السلوك و تدريب الحضور على السلوك التنفيذي العملي . و يمكن أيضا استضافة أحد الدعاة ليثري المجلس كلما أمكن ذلك .
جـ - أن يتم توزيع أجزاء من القرآن على الحاضرين ، ليقرأ كل منهم جزء من القرآن منفردا . ثم يتحدث كل منهمعن معنى من المعاني استوقفه فيما قرأ ليذكر الآخرين به . و إذا أراد الجميع أن يعرفوا تفسير آية فيمكن أن يستعان بأحد كتب التفسير في ذلك .
د - صور أخرى : متروكة لاقتراحاتكم !
(4) مراعاة أن ثمار هذه المجالس تتوقف على استمرارها ، و عليه يجب أن نتفقد كل من يتخلف عنها ، و تكرار المحاولة مع من يعرض عنها ابتداء .
(5) مراعاة عدم إحراج من لا يجيد قراءة القرآن لا سيما إذا كان كبير السن ، و لذلك قد يفضل أن تكون القراءة بشكل منفرد (مثال الاقتراح الثالث) .
(6) البعد عن الجدال و التحلي بأدب الحوار لأن من أهداف هذه المجالس تحقيق الترابط العائلي .
(7) دعوة الناس (الأصدقاء و المعارف) لتبني هذا المشروع و تكوين مجالس جديدة . فمن البديهي أن هناك شريحة من المخلصين المحبين لدينهم الغيورين عليه لا يملكون إمكانات الدخول على الإنترنت . فلابد من استيعاب أهداف المشروع و خطوات تنفيذه حتى نستطيع إقناع الآخرين به . قال تعالى : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104) } - سورة آل عمران . و هكذا تحصل على شهادة من القرآن بأنك من المفلحين .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



لماذا نحفظ القرآن ؟

لماذا نحفظ القرآن ؟
الشيخ محمد صالح المنجد

1- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم : فقد كان عليه الصلاة والسلام يحفظه، ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه.
2- التأسي بالسلف: قال ابن عبد البر: (طلب العلم درجات ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه... ا هـ )
3- حفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم. بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلاً عن الأطفال
. 4- حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل ... كيف؟!حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل والخمول فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى، بل إنه لو لم يحفظ شيئاً فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات

. 5- حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً
. 6- حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث) فأين المشمرون؟
7- الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ... الحديث)
. 8- حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل) وتذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال وأغلاه
. 9- حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام

. 10- حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)
. 11- حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً
. 12- وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب
. 13- حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) رواه أحمد وغيره. ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن
. 14- إن حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها
. 15- حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث – واللفظ للبخاري - : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (عبس من الآية 13 :16)
. 16- حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها)
. 17- حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ما شياً ومستلقياً، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟
18- حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه وخطبه ومواعظه وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها. فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟! ..


الاثنين، 23 يونيو 2008

آداب قارئ القرآن

‏‏ ينبغي لقارئ القرآن أن يتأدب بالآداب التالية:

‏1.الإخلاص :‏أن يريد بقراءته وجميع عباداته وجه الله عز وجل ، والتقرب إليه دون شيء آخر، من مال، أو رياسة، أو وجاهة، أو ارتفاع على أقرانه، أو ثناء عند الناس، أو صرف وجوه الناس إليه، أو غير ذلك مما سوى التقرب إلى الله تعالى.‎‎ - قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } [البينة: 5].‏‎‎ - وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري ومسلم

2-.تعظيم القرآن وتكريمه:‏‏ يجب تعظيم القرآن الكريم وتنزيهه وصيانته وعدم الاستخفاف به، ومن مظاهر تعظيمه وتكريمه:‏‎‎ - اجتناب الضحك والحديث في أثناء القراءة، إلا كلاماً يضطر إليه .‏‎‎ - عدم مس المصحف لمن كان به حدث أكبر من جنابة أو حيض.‏‎‎ - عدم توسده.‏‎‎ - عدم وهبه لغير المسلم.‏‎‎ - عدم السفر به إلى بلاد الكفر إذا خيف وقوعه في أيدي من لا يراعي حرمته.‏‎‎ - منع المجنون والصبي الذي لا يميز من مسه مخافة انتهاك حرمته.‏‎‎ - إلى غير ذلك مما يتنافى مع حرمته وتعظيمه

.‏3. تعاهد القرآن وتكرار ختمه:‏- يستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته ، فقد قال تعالى مثنياً على من كان ذلك دأبه:{يتلون آيات الله آناء الليل } [آل عمران: 113].‏‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ) رواه الدارمي الترمذي، وقال حسن صحيح .‏‎‎ - ويستحب إذا فرغ من ختم القرآن أن يشرع في أخرى عقيب الختمة، وكان ذلك دأب السلف الصالح

.‏‎4.تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:‏‏ ‎- ‏ينبغي قراءة القرآن بالتدبر والتفهم، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [ص: 29].‏‎‎ - والمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض معانيه، فكان كالمرآة يرى بها ما حَسُن من فعله وما قَبُح، فما حذّره مولاه حَذِره، وما خوّفه به من عقابه خافه، وما رغّب فيه مولاه رَغِب فيه ورجاه.‏‎‎ - وقراءة القليل مع التدبر والتفكر فيه أفضل من قراءة الكثير من غير تدبر ولا تفكر. قال رجل لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث؟ فقال ابن عباس: لأَن أقرا البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليّ من أن أقرأ كما تقول

.‏5.العمل به واتباع أوامره واجتناب نواهيه:‏‏ ‎- ‏ إن المقصود الأهم من إنزال القرآن الكريم هو العمل به، وذلك باتباع ما يأمر به، واجتناب ما ينهى عنه.‏‎‎ - فلا يليق بالمسلم أن يقيم حروف القرآن، ويضِّيع أحكامه وحدوده. إنه بذلك يتعرّض لسخط الله وغضبه.‏‎‎ قال أنس رضى الله عنه: ربّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه

.6. تعليمه وإقراؤه للناس:‏‏ - تعليم القرآن لمن لا يعلمه من أفضل القربات والطاعات، وقد رتَّب الله عز وجل عليه الأجر الكثير، وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على معلِّم القرآن، وجعله خير الناس وأفضلهم، قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ) رواه البخاري.‎‎ - وقد تسابق أهل الخير والصلاح إلى هذا الفضل ، فبنوا المدارس لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وأنفقوا الأموال الطائلة لتسهيل تعلم القرآن وحفظه على الناس، وتيسير سبله.‏‎‎ - وقد هيأ الله سبحانه وتعالى في كل عصر وفي كل مصر من يحمل لواء تعليم القرآن الكريم وتدريسه، مصداقاً لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [الحجر: 9]. وهذا مظهر من مظاهر حفظه

.‏‏ب- آداب تلاوة القرآن :‏‏ ينبغي لقارئ القرآن أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى فيراعي الأدب مع القرآن ومع كلامه سبحانه، فمن الآداب التي ينبغي مراعاتها وتعاهدها:

‏‎‎1. الطهارة:‏‏ - يستحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أونهار أن يتطهر لذلك وأن يستاك، لأن في ذلك تعظيماً للقرآن الذي هو كلام الله عز وجل، ولأن الملائكة تدنو منه عند تلاوته للقرآن.‎‎ - ويجوز له أن يقرأ من غير طهارة، لكن لايمس المصحف بل يقرأ من حفظه.‏‎‎ - أما الجنب والحائض فإنه يحرم عليهما قراءة القرآن، سواء كان آية أو أقل منها، ويرخص للحائض عند الضرورة، كخوف نسيان أو في مقام التعليم أن تقرأ القرآن وتحمله مع وجود حائل كالقفازين. ‏‎‎ - ويباح للجنب أو الحائض إذا ظهرت عند عدم وجود الماء التيمم وقراءة القرآن والصلاة

.‏‎2. القراءة في مكان ملائم:‏‎- ‏ يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار، وأفضل الأماكن المسجد، لكونه جامعاً للنظافة وشرف البقعة. وتكره القراءة في مكان مستقذر، كأماكن قضاء الحاجة والمزابل ونحو ذلك.‏- ويستحب عند القراءة أن يستقبل القبلة

.‏3.‏ الاستعاذة والبسملة:‏‏ إذا أراد الشروع في القراءة فإنه يستحب له أن يستعيذ، لقوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [النحل: 98]. أي: إذا أردت القراءة.‏‎‎ - وصفة الاستعاذة المختارة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.‏‎‎ ومن استعاذ بغيرها من الصيغ الواردة فجائز. ‏‎‎ ويجهر بالاستعاذة إذا كان بحضرة من يسمعه، لأن الجهر بالتعوذ إظهار شعار القراءة، وحتى ينصت السامع للقراءة من أولها لئلا يفوته منها شيء.‏‎‎ - وإذا قطع القراءة أو فصلها بفاصل وطال استأنف الاستعاذة. ‏‎‎ - وأن يقول بعدها: بسم الله الرحمن الرحيم‎‎ - ويستحب أن يحافظ على قراءة البسملة في أول كل سورة سوى براءة

.‏4. ومن آداب التلاوة: ‏‎‎ حضور القلب، والخشوع والتدبر للمقروء.‏‏ ‎- ‏وأن يقرأ القرآن جالساً متخشعاً بسكينة ووقار مطرقاً رأسه، ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو على فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله أجر، ولكن ذلك خلاف الأَولى.‏‎- ويستحب أن يُحضر قلبه الحزن عند القراءة وأن يتباكى، وأن يتأمل مافيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في ذلك، قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشآءُ ومن يضلل الله فماله من هاد } [الزمر: 23].‏‎‎ فإن لم يحضره حزن وبكاء، فليبك على فقد ذلك، فإنه من أعظم المصائب.‏‎‎ - وقد ذم الله عز وجل من استمع القرآن فلم يخشع له قلبه فقال: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون }. [النجم: 59-60] .

‏‎5. الترتيل والتجويد:‏‏ ‎- ‏يستحب للقارئ أن يرتل قراءته؛ لما فيه من التدبر والتفكر، ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير، وأشد تأثيراً في القلب، قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا }. [المزمل: 4]. ‏‎‎ - وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل .‏‎‎ - قال رجل لابن مسعود: "إني قرأت المفصل في ركعة ، فقال ابن مسعود: هذّاً كهَذّ الشّعر؟ لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين سورتين في كل ركعة ". متفق عليه وهذا لفظ مسلم

.‏‎6. تحسين الصوت بالقرآن:‏‏ ‎- ‏يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، فإن لم يكن حسن الصوت فليحسنه ما استطاع، قال صلى الله عليه وسلم: (زيِّنوا القرآن بأصواتكم ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه.‏‎‎ - وقال البراء رضي الله عنه: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون ، فما سمعت أحداً أحسن صوتاً منه " رواه البخاري ومسلم.‏‎‎ - ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها ، قال ابن مسعود رضى الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اقرأ عليَّ القرآن "فقلت " يارسول الله ، أقرأ عليك وعليك أُنزل، قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري ). رواه البخاري ومسلم.‏‎‎ وكان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يطلبون ممن صوته حسنٌ قراءة القرآن .‏‎‎ - وينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله عز وجل قد خصّه بخير عظيم، وليجعل مراده حين يقرأ للناس أن ينتبه أهل الغفلة من غفلتهم، فيرغبوا فيما رغبهم الله عز وجل، وينتهوا عما نهاهم، وبهذا ينتفع بحسن صوته وينتفع الناس به

.‏7. السجود عند آيات السجود:‏‏ ‎- ‏يسن للقارئ والمستمع أن يسجد للتلاوة كلما مرّ بسجدة، وسواء كان في الصلاة أو غيرها، فإنه بذلك يرضي رّبه عز وجل، ويغيظ عدّوه الشيطان.‏‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلتى، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فعصيته فلي النار ) رواه مسلم.‏‎- وفي القرآن خمس عشرة سجدة، وردت في السور التالية: الأعراف:206، والرعد: 105، والنحل: 50، والإسراء: 109، ومريم: 58، وفي الحج سجدتان: 18-77، والفرقان: 60، والنمل: 26، والسجدة: 15، وص: 24، وفصلت: 38، والنجم: 62، والانشقاق: 21، والعلق: 19.‏‎- ويستحب لمن يسجد للتلاوة: أن يسبح ثلاث مرات (سبحان ربي الأعلى ) ثم يقول: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين ). رواه مسلم . ‏‎- ويقول: (اللهم اكتب لي بها عندك أجراً ، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع عني بها وزراً، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود ). رواه الترمذي ، وحسنه الألباني

.‏‎8. الدعاء عند التلاوة:‏‎- ‏يستحب للقارئ إذا مرّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرّ بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية أو أسألك المعافاة من كل مكروه، أو نحو ذلك. وإذا مرّ بآية تنزيه لله تعالى نزّهه فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أوجلت عظمة ربنا.‏‎‎ قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة .. فقلت يركع عند المئة ، ثم مضى ، فقلت يصلي بها، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، يقرأ مترسلاً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوّذ ) رواه البخاري.

‏منقول للفائدة

الأحد، 22 يونيو 2008

أفلا يتدبرون القرآن


أفلا يتدبرون القرآن
فضيلة الشيخ / د. سعيد عبد العظيم

بسم الله و الحمد لله . أما بعد

فالقرآن هو كلام الله ، وهو أحسن الكلام ، هو حبل الله المتين و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم أنزله سبحانه على نبيه صلى الله عليه و سلم و تعبدنا بتلاوته ، من عمل به أجر و من حكم به عدل ، و من دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم ، لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ، ولا تزيغ به الأهواء ، من تركه من جبار قصمه الله ، أنزله سبحانه لينذر من كان حياً و يحق القول على الكافرين ،و قال ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [سورة الحشر : 21]

فإذا كان هذا شأن الجبل فكيف يكون حال المكلفين ؟! و هل يليق بهم العبث و المزاح و اللعب أثناء سماع الأيات البينات ؟! لقد بلغ التدبر فى آيات الله كل مبلغ فكان الواحد يمر بقوله تعالى ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [سورة الإسراء : 109] فيسجد ثم يقول لنفسه هذا السجود فأين البكاء ، و سمع أبو الدحداح قوله تعالى ﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [سورة البقرة : 245] فقال أو يقبل الله منا القرض ، فتصدق ببستان له فيه ستمائة نخلة ، ثم ذهب لزوجته يخبرها فقالت بشرك الله بخير ، و لم تلطم خداً أو تشق جيباً ، أو تقول له ضيعتنا ، بل عمدت إلى صغارها ، تخرج ما فى جيوبهم و أيديهم من تمر لأن البستان قد صار لله تعالى .

و كانوا لربما قرآوا الأية الواحدة طوال الليل يتدبرون معناها ، فقد قامت أسماء بنت أبى بكر – رضى الله عنهما – الليل كله تردد قوله تعالى ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [سورة الطور : 27 – 28]

و قام سعيد بن جبير بقوله تعالى ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [سورة البقرة : 281]

و يمر الواحد بالآية تبكيه كما صنع عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – عندما مر بقوله تعالى قَالَ ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ ﴾ [سورة يوسف : 86] سمع نشيجه من مؤخرة المسجد . و لم يقتصر ذلك على الراسخين فى العلم ، بل تعداهم إلى حديثي العهد بمعرفة الإسلام ،حكى عبد الواحد بن زيد ، قال : ركبنا سفينة فانكسرت بعرض البحر فأوفاتنا إلى جزيرة فرأينا رجلاً يعبد صنماً ، فقلنا : ما تعبد فأشار لهذا الصنم ، و قال : و أنتم ما تعبدون ، قلنا : نعبد الذى فى السماء عرشه و فى الأرض سلطانه ، وفى الأموات و الأحياء قضاؤه ، قال : فما دليلكم عليه ، قلنا : بعث إلينا رسولاً ، قال : و أين هو ، قلنا : قبضه الله إليه ، قال : فما علامتكم عليه ، قلنا : ترك لنا كتاب الملك ، قال : أرونيه ، قال عبد الواحد : فدفعنا له مصحفاً ، قال : لا أحسن هذا ( أى لا يحسن القراءة ) ، يقول : فقرأنا له سورة من كتاب الله ، و هو يبكى و يقول ما ينبغى لمن كان هذا كلامه أن يعصى ، قال عبد الواحد : فعلمناه من شرائع الإسلام ، حتى أوانا الليل فنمنا ، فقال : أإلهكم الذى تعبدونه ينام ، قلنا : مولانا حى قيوم لا ينام ، قال : و بئس العبيد أنتم تنامون و مولاكم لا ينام يقول عبد الواحد ، فتعجبنا له ، و بلغنا عبادان فدفعنا له مالاً ، فقال : سبحان الله ، دللتموني على طريق لم تسلكوه إنى كنت أعبد صنماً فى البحر فلم يضيعني ، فكيف بعد ما عرفته ، و هذه القصة الطريفة التى حكاها ابن الجوزى تدل على مبلغ تدبر الرجل و فقهه رغم حداثة تدينه ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ،خرج هارون الرشيد يوماً من مجلس الإمارة فاعترضه يهودي ، و قال له : اتق الله ، فنزل هارون الرشيد من على دابته و سجد على الأرض فقال له اتباعه ، أنه يهودى ، قال هارون : قال اتق الله ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [سورة البقرة : 206] فكان عملهم ووعظهم و تذكيرهم يدل على عظيم تدبرهم لآيات الله و من ذلك لما قدم سليمان بن عبد الملك المدينة و ذهب إليه الناس يهنئونه ،وامتنع أبو حازم فبعث له سليمان يعاتبه ، و يقول له : وجوه الناس زاروني و أنت لم تزورني ، فقال له أبو حازم : أنت لم تعرفني قبل هذا و أنا لم أرك قبل هذا اليوم ، قال : يا أبا حازم قل لي : لماذا نكره الموت ؟ قال : لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة وتخافون أن تخرجوا من العمران إلى الخراب ، قال : فما لنا عند الله غنم ، قال : أعرض نفسك على كتاب الله ، قال : وأين أجده ، قال : عند قوله تعالي ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾ [الانفطار] ، قال : فأين رحمة الله إذن قال: قريب من المحسنين . فهذا التبر يورث الحزم والفطنة ودقة التمييز بين الطيب والخبيث والفاسد والصحيح ويجعل الإنسان راغبا ً راهبا ً كما إنه يفضي إلى رسوخ الأيمان في القلب .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

خيركم من تعلم القرآن وعلمه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . . .
أما بعدُ:
فإن القرآن الكريم هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.
لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً .

تعريفه
هو كلام الله أنزله على رسوله r وتعبدنا بتلاوته .

أسماؤه وصفاته
هو القرآن والذكر والفرقان والكتاب , ومن صفاته الهدى والنور والشفاء والرحمة والضياء .

فضيلة قراءة القرآن وحملته
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [ فاطر:29-30 ].
وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) [ البخاري ] .
وعن عائشـة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) [متفق عليه].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله r: ( مثل الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب , ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو , ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر , ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ) [رواه البخاري - ومسلم].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي r قال: ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواماً ويضع به آخرين ) [ رواه مسلم ] .
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفعياً لأصحابه ) [ رواه مسلم ].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) [رواه البخاري ومسلم ].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف , ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح ].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح]

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي r قال: ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) [ رواه أبو داود والترمذي , وقال: حديث حسن صحيح].
وعن الحميدي الجمالي قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟ فقال: القرآن لأن النبي r قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . والمقصود غزو التطوع لا الجهاد الواجب.

ترجيح القراءة والقاريء على غيرهما
ثبت عن ابن مسـعود رضي الله عنه عن النبي r قال: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) .[ رواه مسلم ].
وكان القراء ( الفقهاء ) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً. [ رواه البخاري ] .
وقد دلت النصوص على أن القراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار .

إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [ الحج:32 ].
وقال: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [ الحج: 30 ].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ).
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي r: (كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أخذاً للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد). [ رواه البخاري ].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r: ( إن الله عز وجل قال: من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ). [ رواه البخاري ].
وعن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي .
وقال ابن عساكر: اعلم ي أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته , وجعلنا ممن نخشاه ونتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة , وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلث ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. [ النور: 63]. أن يقصد بعلمه رضا الله لا أن يتوصل به إلى غرض من أغراض الدنيا من مال أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه , ويحرص على التخلق بخلق القرآن ويبذل النصيحة لمن حوله , ولا يذل العلم الذي يحمله .
وعن علي رضي الله عنه قال:
(( من حق المعلم عليـك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية , وأن تجلس أمامه , ولا تشيرن عنده بيدك , ولا تغمزن بعينك , ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول ... ولا تغتابن عنده أحداً ولا تشاور جليسك في مجلسه , ولا تأخذ بثوبه إذا قام ولا تلح عليه إذا كسل ولا تعرض – أي تشبع – من طول صحبته )) .
وفي الحديث: ( اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه , ولا تغلوا فيه ) , أما أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به فتجوز .
وينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وأن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي r قال: ( تعاهدوا هذا القرآن , فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها). [ رواه البخاري ومسلم].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب الله له كأنه قرأه من الليل).[ مسلم ] .

آداب القرآن
(1) إذا أراد المسلم أن يقرأ القرآن فينبغي عليه أن ينظف فاه بالسواك وغيره والسواك سنة حال الصلاة والتلاوة والوضوء والخطبة .
(2) أن يقرأ وهو على طهارة , فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع العلماء , أما الجنب فلا يقرأ ولا يمس المصحف لأن بمقدوره رفع الجنابة في الحال إما بالاغتسال أو بالتيمم , وفي الكتاب الذي كتبه النبي r لعمرو بن حزم: ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) .
وبالنسبة للحائض والنفساء يجوز لها التلاوة , ولا دليل صحيح يمنعها من ذلك , وهي تفترق عن الجنب , وقد تمكث ستة أيام أو سبعة أيام وتحتاج أن تقرأ مخافة النسيان أو لكونها معلمة أو متعلمة , وإن احتاجت لتقليب الصفحات فبعود طاهر ونحوه , وتجوز الأذكار على كل حال والأولى أن يكون متطهراً .
(3) يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف وقد استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد .
(4) لو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله الأجر , والأولى أن يسقبل القبلة , وقد كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ حزبها وهي مضطجعة في فراشها , ولا يشترط الحجاب لتلاوة القرآن .
(5) ويبدأ التلاوة بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [ النحل:98 ] .
(6) لابد من خشوع والتدبر عند القراءة , قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [ محمد:24 ] , و[ النساء:82 ] .
وقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ﴾ [ ص:29 ] .
(7) يستحب ترديد الآية للتدبر , فقد ردد تميم الداري: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [ الجاثية:21 ] , حتى أصبح ورددت أسماء: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [ الطور:27 ] .
وردد سعيد بن جبير: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [ البقرة:281 ] .
وقوله تعالى: ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [ الإنفطار:6 ] .
(8) والبكاء عند قراءة القرآن مشروع إذا كان خشية لاعن رياء , قال تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [ الإسراء: 109 ] .
(9) ينبغي أن يرتل قراءته , وقد اتفق العلماء على مشروعيته لقوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا﴾ [ المزمل: 4 ] , وعن أم سلمة رضي الله عنها: ( أنها نعتت قراءة رسول الله r قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ) [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح] .
(10) يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله , وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب , وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال: سبحانه وتعالى أو نحو ذلك لحديث حذيفة رضي الله عنه وكان ذلك في قيام الليل .
(11) لابد من اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا أن يضطر إليه وليمتثل قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (204) سورة الأعراف، وهذا متأكد في حق طالب التلاوة .
(12) قراءة القرآن تكون بالمشهور المتواتر من القراءات ولا يصح القراءة بالرويات الشاذة , وإذا قرأ بقراءة أحد القراء , فينبغي أن يستمر على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطاً ، فإذا أنقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس .
(13) يحرم تنكيس الآيات _ كأن يقرأ الفاتحة من آخرها إلى أولها _ وتنكيس السور خلاف الأولى .
(14) لا بأس بقراءة الجماعة مجتمعين ويجوز رفع الصوت بالقراءة إذا لم يخف الرياء .
(15) يستحب تحسين الصوت بالقراءة وهذا بإجماع العلماء وفي الحديث : ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) . [ رواه أبو داود بإسناد جيد ومعنى لم يتغن: أي لم يحسن صوته]
(16) ويستحب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت , فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( قال لي رسول الله r : اقرأ على القرآن فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا﴾ (41) سورة النساء . قال: حسبك الآن ، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ) [ رواه البخاري ومسلم ] .
(17) لا يتقيد القاريء بالأعشار والأجزاء ويراعى الابتداء من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض ، وأن يقف على الكلام المرتبط .
(18) يكره القراءة في حال الركوع والسجود والتشهد ، وتجوز في الطواف بالكعبة وأثناء السعي بين الصفا والمروة ويمسك عن القراءة حال التثاؤب وما شابه ذلك لقول رسول الله r: ( إذا تـثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ) [رواه مسلم] .
والقراءة خير من السكوت في الصلاة السرية وحال عدم سماع الإمام في الجهرية .
(19) لو سمع القاريء السلام قطع التلاوة ورد السلام ، لأن رد السلام واجب ، إذا عطس قال: الحمد لله ، وإذا سمع الأذان أجابه وقال مثل ما يقول ثم يعود إلى قراءته .
(20) أجمع المسلمون على استحباب الجهر بالقراءة في الصبح والجمعة والعيدين والأولتين من المغرب والعشاء وفي صلاة التراويح والوتر عقبيها ، وهذا مستحب للإمام والمنفرد بما ينفرد به منها وأما المأموم فلا يجهر بالإجماع والإسرار في مواطن الإسرار سنة وكذلك الجهر في مواطن الجهر سنة ، وصلاة النهار سرية وصلاة الليل جهرية ، وكان النبي r يسمعهم الآية والآيتين في الصلاة السرية أحياناً .
(21) سجود التلاوة مستحب على قول جمهور العلماء ليس بواجب لما ثبت في الصحيحين: ( عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، أنه قرأ على النبي r والنجم فلم يسجد ) . ويشترط لسجود التلاوة ما يشترط لصلاة النافلة من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة ولا يشترط موافقة القاريء للسامع في السجود والرفع .
والسجود من قيام أفضل من السجود من قعود كما قال النووي وابن تيمية ، ويسن له أن يكبر تكبيرة الإحرام وتكبيرة الهوى للسجود ويسبح تسبيحات السجود .
وإذا قرأ السجدة وهو راكب على دابة أو في سيارة في السفر سجد بالإيماء ، أما في الصلاة فيتابع المأموم الإمام ولا يسجد المأموم لقراءة نفسه ، بل يسجد إذا سجد الإمام .
ولا تكره سجدة التلاوة في الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها فهذه الأوقات يمتنع فيها عن التنفل المطلق أما الصلوات المسببة فتجوز كسنة الوضوء وركعتي الطواف وتحية المسجد لورود النصوص بذلك .
(22) يجوز التداوي بالقرآن والاستشفاء به وكان النبي r إذا أوى إلى فراشه استرقى بـ: ( قل هو الله أحد والمعوذتين)

النصيحة لكتاب الله تعالى
عن تميم الداري رضي الله عنه قال: إن النبي r قال: ( الدين النصيحة ، قلنا: لمن؟ ، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .
قال النووي: قال العلماء رحمهم الله : النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لايشبهه شيء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينها والخشوع عندها ، وإقامة حروفه في التلاوة والذب –الدفع- عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين ، والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه ، وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه ، والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه ، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه ، والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته. اهـ .

علوم القرآن
المراد بعلوم القرآن: العلم الذي يتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول ، وجمع القرآن وترتيبه ومعرفة المكي والمدني ، والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن وقد يسمى هذا العلم بأصول التفسير لأنه يتناول المباحث التي لابد للمفسر من معرفتها للاستناد إليها في تفسير القرآن .
وقد نقل القرآن نقلاً متواتراً ، حفظته الصدور والسطور أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى وهذا مصداق قول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونََ﴾ [الحجر: 9].
وروي البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال:
(( والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه )) .
ولم يقتصر حرص هؤلاء الأفاضل على حفظه فقط ومعرفة علومه بل حرصوا كذلك على العمل به والوقوف عند أحكامه .
فعن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: (( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي r عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً

يحرم تفسيره بغير علم
ومن قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ، ويعتبر تفسير الطبري وابن كثير أفضل التفاسير ، وهي من جملة التفسير بالمأثور أي تفسير الآية بالآية أو بالحديث أو بأقوال الصحابة وأفعالهم فهم عن علم ثاقب وقفوا ، وببصر نافذ كفواً .
كما يحرم المراء في القرآن والجدال فيه بغير حق فقد صح عن رسول الله r أنه قال: ( المراء في القرآن كفر ) .
والمراء: الشك أو الجدال المشكك فيه أو هو الجدال الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القدر ونحوها .
ولمعرفة الأدوات والعلوم التي ينبغي استيعابها لتفسير القرآن راجع كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي أو الإتقان في علوم القرآن للسيوطي .

إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقومم
ومن هدايته للتي هي أقوم أن أمرنا بمتابعة سنة رسول الله r فالشريعة مبنية على الكتاب والسنة ، ومن تمسك بأحدهما ولم يتمسك بالآخر لم يتمسك بشيء ، وفي الحديث: ( ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) .
فالسنة تخصص العام وتقيد المطلق وتفصل المجمل وتأتي بأحكام غير موجودة في القرآن .
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] .
﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44] .

في كلام الله تعالى ورسوله كمال العلم والصدق والبيان
فلا عذر لأحد في رده أو التردد في قبوله ، ولابد أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله r من الأسماء والصفات ، وننفي عن الله عز وجل ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله r على أساس: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] .
فله سبحانه سمع وبصر لا يشابه سمع وبصر المخلوقين... لأن ذاته لا تشابه ذوات المخلوقين ، وكذلك الأمر بالنسبة للاستواء والنزول والضحك واليد والعلم .... فالواجب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل .
ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله r أو بينهما فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم: ﴿آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ [آل عمران: 7] وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف .

الإيمان بالكتب أصل من أصول الإيمانن
نؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجة على العالمين ومحجة للعاملين يعلومنهم بها الحكمة ويزكونهم .
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً وقد ذكر في القرآن منها: التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وهذه الكتب مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير ولهذا لم تكن معصومة منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص .
وقد نسخ الله باقرآن الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85] .
منهجنا في التربية
الإيمان ثم القرآن هو منهج التربية لقول جندب رضي الله عنه: (( تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً )) ولقول ابن عمر-رضي الله عنهما- :
(( لقد عشنا برهة من الدهر ، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة فنتعلم حلالها وحرامها وزواجرها وأوامرها وما يجب أن يقف عنده منها ، ولقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما أمره ولا زاجره وما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل )) .
فالحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً .

أين القرآن في حياتنا ؟؟
أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته ، وأجمعوا على أن من جحد منه حرفاً مما أجمع عليه أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر .
إن الواجب علينا حكاماً ومحكومين أن نقيم القرآن في حياتنا الخاصة والعامة ، في حربنا وسلمنا ، في مسجدنا وسوقنا ، في سياستنا واقتصادنا واجتماعنا وأخلاقنا ، وأن نحذر أن نكون ممن اتخذوا القرآن مهجوراً ، وصار عندهم بضاعة للموتى ولعمل الأحجبة وزخرفة البيوت والسيارات والتلاوة في المناسبات !!!
فما نزل القرآن إلا لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين .

عباد الله:
إن القرآن الآن وكأنه ينادينا من مكان بعيد ، من يوم بدر وأحد: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144] .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه :الشيخ د/ سعيد بن عبد العظيم