انتظروا منا المزيد
الخميس، 21 أغسطس 2008
كلمات غيرت التاريخ
انتظروا منا المزيد
الاثنين، 18 أغسطس 2008
مواقع وبرامج مفيدة - الجزء الثانى
اللهم من ساعد فى نشر هذه البرامج
البسة من حلل الجنة
وبارك لة فى والدية
وانعم علية بالصحة والعافية
وادخلة الجنة من كل ابوابها
وارضى عنه وارضة
واسعدة واسترة فى الدنيا والاخرة
امين
الأحد، 17 أغسطس 2008
برامج مفيدة رائعة - الجزء الاول
الأحد، 10 أغسطس 2008
ماذا تفعل بعد الاشتراك فى المجموعة
ثالثا :
رابعا :
خامسا :
سادسا :
طريقة الاشتراك فى المجموعة
الأربعاء، 25 يونيو 2008
1--كيف نفهم القرآن الكريم؟
عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: ففي هذه المحاضرة زيادة بيان وتفصيل لنقطة من نقاط موضوع (أفلا يتدبرون القرآن)، فقد ذكرنا كيفية التدبر ووسائله، لكنه كان مجملاً بحسب الحاجة إليه هناك، ولأهميته كان لا بد من إفراده بمحاضرة مستقلة. وليس المقصود من المحاضرة ذكر قواعد تفصيلية لكيفية التفسير ومعرفة المعاني، فنحن لا نريد في هذه المحاضرة أن نجعلكم مفسرين، وإنما المقصود ذكر بعض الأمور التي تعين على الفهم، حتى تكون القراءة مرتبطة دائمًا بالتدبر والفهم، وإزالة الحاجز الذي يحول بين بعض الناس والتدبر الصحيح للقرآن الكريم، وبيان الوسائل الصحيحة التي يسير عليها المسلم لفهم القرآن فهمًا صحيحًا، يحميه من القول على الله بغير علم.
1- لماذا الحديث عن فهم القرآن؟
الحديث عن فهم القرآن هو أهم حديث ينبغي الحرص عليه لعدد من الأمور:
أولاً: القرآن هو أصل الأصول كلها، وقاعدة أساسات الدين، وبه صلاح أمور الدين والدنيا والآخرة، وهو إنما نزل ليعمل به، ولا يمكن أن يعمل الإنسان بشيء لا يفهمه، ومثَلُ من يقرأ القرآن ولا يفهمه، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم يأمرهم فيه وينهاهم، ويدلهم على ما ينفعهم، ويحذرهم مغبة سلوك طريق معين لأن عدوهم فيه يتربص بهم، فعظموا الكتاب ورفعوه فوق رؤوسهم، وصاروا يتغنون بقراءة ما فيه، لكنهم سلكوا الطريق الذي نهاهم عنه فخرج عليهم العدو فقتلهم.
ثانيًا: عدم فهم القرآن معناه زوال العلم وارتفاعه، فعن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنْ النَّاسِ، حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ)) فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: كَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا وَقَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ؟! فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَنُقْرِئَنَّهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هَذِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ؟!)) قَالَ جُبَيْرٌ: فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قُلْتُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ؟! فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، إِنْ شِئْتَ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِأَوَّلِ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنْ النَّاسِ؛ الْخُشُوعُ، يُوشِكُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَلَا تَرَى فِيهِ رَجُلًا خَاشِعً(1).
فزوال العلم يكون بعدم وجود من يقوم به، ويفهمه حق فهمه، وهو ذهاب أوعيته، ويكون بعدم العمل به، فمن لم يعمل بما علم فلا فائدة في علمه، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن العلم يرتفع من الناس مع أن أصله موجود، لكن لما لم يستفد الناس منه، ويفهموه حق فهمه كان وجوده وعدمه سواء.
ثالثًا: الأجر العظيم والثواب الجزيل في فهم القرآن وتدبره، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: ((أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ الْعَقِيقِ، فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ بِغَيْرِ إِثْمٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟)) قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ مِثْلُ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ))(2).
وإذا كان تعلم العلم هو أفضل الأعمال وأحبها، وأشرفها وأرفعها، فأعلى درجات العلم هو معرفة كلام الله وفهمه؛ لأن شرف العلم من شرف المعلوم، وكتاب الله أشرف شيء في الوجود، فتعلمه أشرف شيء وأرفعه.
رابعًا: فهم القرآن حق فهمه سبب لوجود الألفة، واجتماع القلوب، وزوال الخلاف المذموم، الذي ينشأ عنه الافتراق والاقتتال، وعدم فهمه سبب لوجود الخلاف والشقاق؛ عن إبراهيم التيمي قال: خلا عمر ذات يوم، فجعل يحدث نفسه؛ كيف تحتلف هذه الأمة، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة؟ فأرسل إلى ابن عباس، فقال: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد، وقبلتها واحدة، فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين إنا أنزل علينا القرآن فقرآناه، وعلمنا فيم نزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا..(3)
خامسًا: إن من أعرض عن تعلم القرآن وفهمه، فقد يبتليه الله تعالى بالانشغال عنه والانصراف إلى غيره؛ فإن الله أخبر في كتابه أن من جاءه العلم ثم أعرض عنه وهجره فإنه يورثه جهلاً ويصرف قلبه عن فهم العلم والتعلق به، قال تعالى عن اليهود: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، واتبعوا ما تتلوا الشيطان على ملك سليمان} فهؤلاء اليهود لما جاءهم كتاب الله على لسان رسول الله الذي يعرفون وصفه ونعته كما يعرفون أبناءهم، فتركوه وأعرضوا عنه، ابتلاهم الله جل وعلا باتباع أرذل الكتب وأكذبها وأضرها وهو ما تتلوه الشيطان على ملك سليمان(4)، وقال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10)} [سورة الروم 30/10]، فالله عاقبهم لما فعلوا الأمور السيئة، وارتكبوا الأحوال الشنيعة بالتكذيب والاستهزاء، ولو أنهم أصلحوا واستجابوا لجعل الله في قلوبهم التصديق والاتباع. وقد ذكرنا في محاضرة (أفلا يتدبرون القرآن) أن الاهتمام بالفهم لا يعني إهمال الحفظ، وتحسين القراءة، وضبط التجويد، بل هذه الأمور عليها ثواب جزيل، لكنها جمعيًا وسيلة لفهم القرآن
2- تيسير القرآن للعباد..
يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنمُّدَّكِرٍ (17)} [سورة القمر 54/17]، فهذا القرآن العظيم قد سهل الله ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم؛ لأنه أحسن الكلام لفظًا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرًا، فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهله عليه، والذكر شامل لكل ما يتذكر به العالمون من الحلال والحرام، وأحكام الأمر والنهي، وأحكام الجزاء والمواعظ والعبر، والعقائد النافعة، والأخبار الصادقة، ولهذا كان علم القرآن حفظًا وتفسيرًا أسهل العلوم وأجلها، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه، قال بعض السلف عند هذه الآية: هل من طالب علم فيعان عليه(5)؟ ويقول الله جل وعلا: {فإنما يسرناه بلسانك لعلم يتذكرون}، ويقول سبحانه: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97)} [سورة مريم 19/97]. فهذه نعمة عظيمة؛ فهل من مدكر؟ هل من متعظ؟ هل من مقبل على كلام الله يفهمه ويتعلمه؟ والله يعينه ويوفقه ويسدده..
تابع الحديث 3- هل فهم القرآن وتدبره مقتصر على العلماء؟
لم لا تنال الشرف و الرفعة ؟!
الثلاثاء، 24 يونيو 2008
أحاديث في الحث على تدبر القرآن الكريم وفهمه وحفظه
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل" قال العلامة المناوي رحمه الله تعالى : حملة القرآن هم حفاظه الحاملون له في صدورهم ، العالمون تلاوته العاملون بمقتضاه ، وأصحاب الليل هم الذين يحيونه بأنواع العبادة .
إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم .
أهل القرآن هم أهل الله تعالى وخاصته
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله أهلين من الناس " قالوا : من هم يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "
البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن قليل الخير كثير الشر
عن أنس وجابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم ، فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله "
التحذير من الإعراض عن القرآن وتعريضه للنسيان
عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب " وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر فيها ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها "
القارئ لا يزال يترقى في المنازل يوم القيامة
عن بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عدد درج الجنة عدد آي القرآن ، فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن لم يكن فوقه أحد "
القارئ لا يهوله الفزع الأكبر يوم القيامة
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب ، وهم على كثب من المسك حتى يُفرغ من حساب الخلائق : رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى وأمّ قوماً وهم به راضون ، وداع ٍ – أي مؤذن – يدعو إلى الصلوات ابتغاء وجه الله ، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه "
القرآن مأدبة الله تعالى فمن دخله فهو آمن
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اقرأوا القرآن ، فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن ، إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فمن دخل فيه فهو آمن ، ومن أحب القرآن فليبشر " وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فاقبلوا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا يعوج فيقوّم ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، أتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ، إني لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف "
الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق : له أجران "
تلاوة القرآن الكريم أفضل العبادات
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن " وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن "
تلاوة القرآن الكريم تنفع القارئ ووالديه
عن سهل بن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيه ، فما ظنكم بالذي عمل به ؟ "
تلاوة القرآن الكريم جلاء للقلوب
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء " قيل يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : " كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن "
تلاوة القرآن الكريم في الليل
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يحبهم الله عز وجل : رجل قام من الليل يتلو كتاب الله ، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها عن شماله ، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو "
تلاوة القرآن تطيب القارئ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر "
شفاعة القرآن الكريم لقارئه
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " القرآن شافع مشفع ، وماحلٌ مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار " وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر الله له ، وهي { تبارك الذي بيده الملك } " وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : رب إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان "
قارىء القرآن يحدث ربه تعالى ويناجيه
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه فليقرأ القرآن "
من أحب ا لقرآن فقد أحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يحبه الله ورسوله فلينظر : فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله "
البيت الذي يقرآ فيه القرآن تحضره الملائكة ويتسع على أهله
روى الإمام محمد بن نصر المروزي بإسناده عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً : " إن البيت إذا قرئ فيه القرآن حضرته الملائكة وتنكبت - أي تباعدت- عنه الشياطين ، واتسع على أهله وكثر خيره وقل شره ، وأن البيت إذا لم يقرا فيه القران حضرته الشياطين ، وتنكبت عنه الملائكة ، وضاق على أهله ، وقل خيره وكثر شره " . وروى الدارقطني في الأفراد عن أنس وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أكثروا من تلاوة القران في بيوتكم , فإن البيت الذي لايقرأ فيه القران يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله " .
قراءة القرآن فيها الخير الكثير
روى الإمام مسلم عن عقبه بن عامر رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفه فقال : " أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق ويأتي بناقتين كوماوين _أي عظيمتي السنام _ من غير إثم ولا قطيعه رحم ؟ " أي من طريق سهل حلال . قلنا : يارسول الله كلنا يحب ذلك . فقال: " أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله تعالى فهو خير له من ناقتين , وثلاث خير من ثلاث , وأربع خير له من أربع , ومن أعدادهن من الإبل " .
فضل القراءة في الصلاة على غيرها
رُوي عن عائشه رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة ، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير، والتسبيح أفضل من الصدقة – أي النافلة – والصدقة أفضل من الصوم – أي النفل – والصوم جُنة من النار " .
الله تعالى يحب من يتلو كتابه في الليل
روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثه يحبهم الله عز وجل : رجل قام من الليل يتلو كتاب الله , ورجل تصدق صدقه بيمينه يخفيها عن شماله , ورجل كان في سريه فانهزم أصحابه فاستقبل العدو " .
كرامة حامل القرآن الكريم
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكرموا حملة القرآن , فمن أكرمهم فقد أكرمني , ومن أكرمني فقد أكرم الله تعالى ، ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم فإنهم من الله بمكانة
أخلاقُ أهـل القرآن
مجالس القرآن
لماذا نحفظ القرآن ؟
الشيخ محمد صالح المنجد
1- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم : فقد كان عليه الصلاة والسلام يحفظه، ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه.
2- التأسي بالسلف: قال ابن عبد البر: (طلب العلم درجات ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه... ا هـ )
3- حفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم. بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلاً عن الأطفال
. 4- حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل ... كيف؟!حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل والخمول فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى، بل إنه لو لم يحفظ شيئاً فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات
. 5- حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً
. 6- حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث) فأين المشمرون؟
7- الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ... الحديث)
. 8- حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل) وتذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال وأغلاه
. 9- حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام
. 10- حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)
. 11- حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً
. 12- وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب
. 13- حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) رواه أحمد وغيره. ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن
. 14- إن حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها
. 15- حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث – واللفظ للبخاري - : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (عبس من الآية 13 :16)
. 16- حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها)
. 17- حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ما شياً ومستلقياً، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟
18- حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه وخطبه ومواعظه وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها. فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟! ..
الاثنين، 23 يونيو 2008
آداب قارئ القرآن
الأحد، 22 يونيو 2008
أفلا يتدبرون القرآن
أفلا يتدبرون القرآن
فضيلة الشيخ / د. سعيد عبد العظيم
بسم الله و الحمد لله . أما بعد
فالقرآن هو كلام الله ، وهو أحسن الكلام ، هو حبل الله المتين و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم أنزله سبحانه على نبيه صلى الله عليه و سلم و تعبدنا بتلاوته ، من عمل به أجر و من حكم به عدل ، و من دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم ، لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ، ولا تزيغ به الأهواء ، من تركه من جبار قصمه الله ، أنزله سبحانه لينذر من كان حياً و يحق القول على الكافرين ،و قال ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [سورة الحشر : 21]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خيركم من تعلم القرآن وعلمه
أما بعدُ:
فإن القرآن الكريم هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.
لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً .
تعريفه
هو كلام الله أنزله على رسوله r وتعبدنا بتلاوته .
أسماؤه وصفاته
وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) [ البخاري ] .
وعن عائشـة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) [متفق عليه].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله r: ( مثل الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب , ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو , ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر , ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ) [رواه البخاري - ومسلم].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي r قال: ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواماً ويضع به آخرين ) [ رواه مسلم ] .
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفعياً لأصحابه ) [ رواه مسلم ].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) [رواه البخاري ومسلم ].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف , ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح ].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح]
وعن الحميدي الجمالي قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟ فقال: القرآن لأن النبي r قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . والمقصود غزو التطوع لا الجهاد الواجب.
ترجيح القراءة والقاريء على غيرهما
وكان القراء ( الفقهاء ) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً. [ رواه البخاري ] .
وقد دلت النصوص على أن القراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار .
إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم
وقال: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [ الحج: 30 ].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ).
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي r: (كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أخذاً للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد). [ رواه البخاري ].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r: ( إن الله عز وجل قال: من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ). [ رواه البخاري ].
وعن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي .
وقال ابن عساكر: اعلم ي أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته , وجعلنا ممن نخشاه ونتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة , وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلث ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. [ النور: 63]. أن يقصد بعلمه رضا الله لا أن يتوصل به إلى غرض من أغراض الدنيا من مال أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه , ويحرص على التخلق بخلق القرآن ويبذل النصيحة لمن حوله , ولا يذل العلم الذي يحمله .
وعن علي رضي الله عنه قال: (( من حق المعلم عليـك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية , وأن تجلس أمامه , ولا تشيرن عنده بيدك , ولا تغمزن بعينك , ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول ... ولا تغتابن عنده أحداً ولا تشاور جليسك في مجلسه , ولا تأخذ بثوبه إذا قام ولا تلح عليه إذا كسل ولا تعرض – أي تشبع – من طول صحبته )) .
وفي الحديث: ( اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه , ولا تغلوا فيه ) , أما أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به فتجوز .
وينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وأن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي r قال: ( تعاهدوا هذا القرآن , فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها). [ رواه البخاري ومسلم].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ( من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب الله له كأنه قرأه من الليل).[ مسلم ] .
آداب القرآن
(2) أن يقرأ وهو على طهارة , فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع العلماء , أما الجنب فلا يقرأ ولا يمس المصحف لأن بمقدوره رفع الجنابة في الحال إما بالاغتسال أو بالتيمم , وفي الكتاب الذي كتبه النبي r لعمرو بن حزم: ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) .
وبالنسبة للحائض والنفساء يجوز لها التلاوة , ولا دليل صحيح يمنعها من ذلك , وهي تفترق عن الجنب , وقد تمكث ستة أيام أو سبعة أيام وتحتاج أن تقرأ مخافة النسيان أو لكونها معلمة أو متعلمة , وإن احتاجت لتقليب الصفحات فبعود طاهر ونحوه , وتجوز الأذكار على كل حال والأولى أن يكون متطهراً .
(3) يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف وقد استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد .
(4) لو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله الأجر , والأولى أن يسقبل القبلة , وقد كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ حزبها وهي مضطجعة في فراشها , ولا يشترط الحجاب لتلاوة القرآن .
(5) ويبدأ التلاوة بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [ النحل:98 ] .
(6) لابد من خشوع والتدبر عند القراءة , قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [ محمد:24 ] , و[ النساء:82 ] .
وقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ﴾ [ ص:29 ] .
(7) يستحب ترديد الآية للتدبر , فقد ردد تميم الداري: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [ الجاثية:21 ] , حتى أصبح ورددت أسماء: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [ الطور:27 ] .
وردد سعيد بن جبير: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [ البقرة:281 ] .
وقوله تعالى: ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [ الإنفطار:6 ] .
(8) والبكاء عند قراءة القرآن مشروع إذا كان خشية لاعن رياء , قال تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [ الإسراء: 109 ] .
(9) ينبغي أن يرتل قراءته , وقد اتفق العلماء على مشروعيته لقوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا﴾ [ المزمل: 4 ] , وعن أم سلمة رضي الله عنها: ( أنها نعتت قراءة رسول الله r قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ) [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح] .
(10) يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله , وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب , وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال: سبحانه وتعالى أو نحو ذلك لحديث حذيفة رضي الله عنه وكان ذلك في قيام الليل .
(11) لابد من اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا أن يضطر إليه وليمتثل قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (204) سورة الأعراف، وهذا متأكد في حق طالب التلاوة .
(12) قراءة القرآن تكون بالمشهور المتواتر من القراءات ولا يصح القراءة بالرويات الشاذة , وإذا قرأ بقراءة أحد القراء , فينبغي أن يستمر على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطاً ، فإذا أنقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس .
(13) يحرم تنكيس الآيات _ كأن يقرأ الفاتحة من آخرها إلى أولها _ وتنكيس السور خلاف الأولى .
(14) لا بأس بقراءة الجماعة مجتمعين ويجوز رفع الصوت بالقراءة إذا لم يخف الرياء .
(15) يستحب تحسين الصوت بالقراءة وهذا بإجماع العلماء وفي الحديث : ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) . [ رواه أبو داود بإسناد جيد ومعنى لم يتغن: أي لم يحسن صوته]
(16) ويستحب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت , فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( قال لي رسول الله r : اقرأ على القرآن فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا﴾ (41) سورة النساء . قال: حسبك الآن ، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ) [ رواه البخاري ومسلم ] .
(17) لا يتقيد القاريء بالأعشار والأجزاء ويراعى الابتداء من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض ، وأن يقف على الكلام المرتبط .
(18) يكره القراءة في حال الركوع والسجود والتشهد ، وتجوز في الطواف بالكعبة وأثناء السعي بين الصفا والمروة ويمسك عن القراءة حال التثاؤب وما شابه ذلك لقول رسول الله r: ( إذا تـثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ) [رواه مسلم] .
والقراءة خير من السكوت في الصلاة السرية وحال عدم سماع الإمام في الجهرية .
(19) لو سمع القاريء السلام قطع التلاوة ورد السلام ، لأن رد السلام واجب ، إذا عطس قال: الحمد لله ، وإذا سمع الأذان أجابه وقال مثل ما يقول ثم يعود إلى قراءته .
(20) أجمع المسلمون على استحباب الجهر بالقراءة في الصبح والجمعة والعيدين والأولتين من المغرب والعشاء وفي صلاة التراويح والوتر عقبيها ، وهذا مستحب للإمام والمنفرد بما ينفرد به منها وأما المأموم فلا يجهر بالإجماع والإسرار في مواطن الإسرار سنة وكذلك الجهر في مواطن الجهر سنة ، وصلاة النهار سرية وصلاة الليل جهرية ، وكان النبي r يسمعهم الآية والآيتين في الصلاة السرية أحياناً .
(21) سجود التلاوة مستحب على قول جمهور العلماء ليس بواجب لما ثبت في الصحيحين: ( عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، أنه قرأ على النبي r والنجم فلم يسجد ) . ويشترط لسجود التلاوة ما يشترط لصلاة النافلة من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة ولا يشترط موافقة القاريء للسامع في السجود والرفع .
والسجود من قيام أفضل من السجود من قعود كما قال النووي وابن تيمية ، ويسن له أن يكبر تكبيرة الإحرام وتكبيرة الهوى للسجود ويسبح تسبيحات السجود .
وإذا قرأ السجدة وهو راكب على دابة أو في سيارة في السفر سجد بالإيماء ، أما في الصلاة فيتابع المأموم الإمام ولا يسجد المأموم لقراءة نفسه ، بل يسجد إذا سجد الإمام .
ولا تكره سجدة التلاوة في الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها فهذه الأوقات يمتنع فيها عن التنفل المطلق أما الصلوات المسببة فتجوز كسنة الوضوء وركعتي الطواف وتحية المسجد لورود النصوص بذلك .
(22) يجوز التداوي بالقرآن والاستشفاء به وكان النبي r إذا أوى إلى فراشه استرقى بـ: ( قل هو الله أحد والمعوذتين)
قال النووي: قال العلماء رحمهم الله : النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لايشبهه شيء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينها والخشوع عندها ، وإقامة حروفه في التلاوة والذب –الدفع- عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين ، والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه ، وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه ، والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه ، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه ، والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته. اهـ .
علوم القرآن
وقد نقل القرآن نقلاً متواتراً ، حفظته الصدور والسطور أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى وهذا مصداق قول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونََ﴾ [الحجر: 9].
وروي البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال: (( والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه )) .
ولم يقتصر حرص هؤلاء الأفاضل على حفظه فقط ومعرفة علومه بل حرصوا كذلك على العمل به والوقوف عند أحكامه .
فعن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: (( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي r عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً
كما يحرم المراء في القرآن والجدال فيه بغير حق فقد صح عن رسول الله r أنه قال: ( المراء في القرآن كفر ) .
والمراء: الشك أو الجدال المشكك فيه أو هو الجدال الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القدر ونحوها .
ولمعرفة الأدوات والعلوم التي ينبغي استيعابها لتفسير القرآن راجع كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي أو الإتقان في علوم القرآن للسيوطي .
فالسنة تخصص العام وتقيد المطلق وتفصل المجمل وتأتي بأحكام غير موجودة في القرآن .
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] .
﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44] .
في كلام الله تعالى ورسوله كمال العلم والصدق والبيان
فله سبحانه سمع وبصر لا يشابه سمع وبصر المخلوقين... لأن ذاته لا تشابه ذوات المخلوقين ، وكذلك الأمر بالنسبة للاستواء والنزول والضحك واليد والعلم .... فالواجب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل .
ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله r أو بينهما فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم: ﴿آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ [آل عمران: 7] وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف .
نؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجة على العالمين ومحجة للعاملين يعلومنهم بها الحكمة ويزكونهم .
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً وقد ذكر في القرآن منها: التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وهذه الكتب مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير ولهذا لم تكن معصومة منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص .
وقد نسخ الله باقرآن الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85] .
منهجنا في التربية
الإيمان ثم القرآن هو منهج التربية لقول جندب رضي الله عنه: (( تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً )) ولقول ابن عمر-رضي الله عنهما- : (( لقد عشنا برهة من الدهر ، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة فنتعلم حلالها وحرامها وزواجرها وأوامرها وما يجب أن يقف عنده منها ، ولقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما أمره ولا زاجره وما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل )) .
فالحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً .
أين القرآن في حياتنا ؟؟
إن الواجب علينا حكاماً ومحكومين أن نقيم القرآن في حياتنا الخاصة والعامة ، في حربنا وسلمنا ، في مسجدنا وسوقنا ، في سياستنا واقتصادنا واجتماعنا وأخلاقنا ، وأن نحذر أن نكون ممن اتخذوا القرآن مهجوراً ، وصار عندهم بضاعة للموتى ولعمل الأحجبة وزخرفة البيوت والسيارات والتلاوة في المناسبات !!!
فما نزل القرآن إلا لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين .
عباد الله:
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .